هل اشتريت يوماً قطعة أثاث جديدة ولاحظت انبعاث رائحة قوية ومزعجة تدوم لعدة أيام أو حتى أسابيع؟ السبب في ذلك يعود إلى ما يُعرف بـ المركبات العضوية المتطايرة (VOCs)، وهي مجموعة من المواد الكيميائية التي تنبعث من المنتجات الجديدة إلى الهواء من حولنا.
تُستخدم هذه المركبات، التي غالباً ما تكون من صنع الإنسان، كمذيبات في العديد من الصناعات مثل الطلاء، ومواد البناء، والمفروشات، والأجهزة المكتبية، وبسبب قدرتها العالية على التبخر في درجة حرارة الغرفة، فإنها تتحول إلى غازات تُطلق تدريجياً في الهواء فيما يُعرف بعملية "إطلاق الغاز".
تنبعث هذه الروائح عادة من الأثاث المعالج بمواد كيميائية مثل مثبطات اللهب، أو الطلاءات الواقية، أو المواد المستخدمة لحماية الأقمشة.
وتشمل بعض هذه المذيبات مركبات مثل الفورمالديهايد والكلوروفورم وثلاثي كلورو الإيثيلين، وهي المسؤولة عن تلك الرائحة المميزة التي ترافق الأثاث الجديد.

كيف تتخلص من رائحة الأثاث الجديد بطريقة آمنة؟
هناك خطوات بسيطة يمكنك اتباعها لتقليل هذه الروائح وحماية جودة هواء منزلك.
أولاً: دع الأثاث "يتنفس"
قبل إدخال القطع الجديدة إلى المنزل، أزِل التغليف واتركها في مكان مفتوح وجيد التهوية مثل شرفة مغطاة أو مرآب حتى تتلاشى الأبخرة.
ثانياً: اعتمد على التهوية الداخلية
افتح النوافذ، وقم بتشغيل المراوح لزيادة تدفق الهواء، فذلك يساعد على تبديد الروائح بشكل أسرع، كما يُفضل غسل الأقمشة أو الأغطية القابلة للإزالة وتركها لتجف في الخارج.

ثالثاً: حافظ على برودة المكان
تزداد انبعاثات المركبات الضارة مع ارتفاع الحرارة والرطوبة، لذا يُنصح بالحفاظ على درجة حرارة معتدلة في الغرفة باستخدام المكيف أو جهاز إزالة الرطوبة.
رابعاً: استعِن بالنباتات المنزلية
بعض النباتات مثل الدراسينا والبروملياد واليشم تساعد في تنقية الهواء والتقليل من تركيز المركبات العضوية المتطايرة داخل المنزل.
خامساً: فكر في الأثاث المستعمل
فقدت القطع القديمة معظم غازاتها بالفعل، مما يجعلها خياراً صحياً واقتصادياً، لكن احذر من الأثاث المطلي قبل عام 1978، فقد يحتوي على طلاء رصاصي محظور.
سادساً: اسأل قبل الشراء
استفسر من المصنعين عن محتوى الفورمالديهايد في منتجات الخشب المضغوط، وفي هذا الصدد، توصي وكالة حماية البيئة الأمريكية باستخدام الأنواع المخصصة للاستخدام الخارجي، لأنها تطلق كميات أقل من هذه المادة الضارة.