حراس الأزرق.. غواصون لبنانيون في مهمة خضراء لحماية المتوسط


محمد محسن
السبت 13 سبتمبر 2025 | 11:10 صباحاً
حراس الأزرق
حراس الأزرق

بدافع الغياب التام لجهود حماية البيئة البحرية على المستويين المحلي والوطني والشغف بالبحر، انطلقت مؤسسة "حراس الأزرق" في مدينة جبيل اللبنانية في شهر أكتوبر 2020، حيث جمع الشغف البحري بين المؤسسين، بعد أن شهدوا بأعينهم التأثيرات المتفاقمة للتلوث وتغير المناخ على السواحل اللبنانية.

صرحت لورا خطاب، المؤسس المشارك، أثناء حديثها لـ"جرين بالعربي"، أن هذا الشغف حوّل الإحباط من الواقع إلى حافز للعمل والمبادرة، لحماية التنوع البيولوجي البحري واستعادته.

إنجازات ملموسة

منذ تأسيسها، حققت "حراس الأزرق" إنجازات ملموسة على أرض الواقع، حيث طوّرت خطة لإدارة المنطقة البحرية المحمية المستقبلية في جبيل، بدعم من الصندوق العالمي للطبيعة في البحر الأبيض المتوسط "WWF" بالتعاون مع المحليين في منطقة جبيل.

قيادة حملة لصيد أسماك الأسد الغازية

أزالت المؤسسة أكثر من 4 أطنان من النفايات من قاع البحر، وقادت حملة لصيد آلاف من أسماك الأسد الغازية وبيعها لمطاعم وأسواق محلية لنشر استهلاكها، والتخفيف من خطرها البيئي، كما ساهمت المؤسسة في تحويل زعانف وذيول هذه الأسماك إلى حليّ يدوية، وصممت ملصقات تعليمية تعرض التنوع البحري في جبيل، بحسب "لورا".

نشر التوعية والمعرفة

نشاطات "حراس الأزرق" لم تقتصر على البحر، بل امتدت إلى نشر التوعية والمعرفة المجتمعية، حيث نظمت ورش عمل للشباب بالتعاون مع بلديتي جبيل وسان جان كاب فيرا الفرنسية، وذلك عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة "إنستجرام" ولقاءات عامة تتضمن صوراً ومعلومات عن الحياة البحرية اللبنانية.

تقول "لورا": "نحن نؤمن أن لا حماية من دون معرفة، ولا حب من دون إدراك، رسالتنا هي أن نعرّف الناس على كنوز بحرهم، حتى يحبّوها ويحموها".

تحديات تواجه "حراس الأزرق"

أبرز التحديات التي تواجه "حراس الأزرق" اليوم هو التمويل، حيث نوهت إلى أن: "الاستقرار المالي شبه معدوم في لبنان، ما يُصعب إيجاد داعمين لمشروعات بيئية بحرية"، مضيفة أن قلة الوعي حول التنوع البحري وغياب التعليم البيئي أحد أكبر العراقيل، إلى جانب التغير المناخي الذي يجلب أنواعاً دخيلة على البحر ويؤدي إلى اختفاء أنواع محلية لا تحتمل ارتفاع درجات الحرارة.

أما عن مصادر التلوث الأكثر خطورة في المنطقة العربية، فتؤكد "لورا" أنها تشمل التسربات النفطية، والمصانع الكيميائية والصناعات الساحلية التي تصب مخلفاتها مباشرة في البحر، بالإضافة إلى أزمة البلاستيك الذي يتحول إلى جزيئات دقيقة تلوث السلسلة الغذائية بأكملها.

طموحات كبيرة

المستقبل بالنسبة لـ "حراس الأزرق" يحمل طموحات كبيرة، مثل دعم إنشاء المنطقة البحرية المحمية في جبيل، وإنتاج فيلم وثائقي عن البحر اللبناني، وتعزيز اصطياد سمك الأسد بطريقة مسؤولة، والتعاون مع العلماء المحليين لتوثيق الأنواع البحرية، كما تأمل المنظمة في إنشاء "مدرسة البحر" في جبيل، لنشر المعرفة البيئية وتثقيف الجيل القادم بأهمية السواحل اللبنانية وحمايتها.