من فاكهة على المائدة إلى أداة خضراء: التين يتحدى تغيّر المناخ


سارة شعبان
الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 | 01:46 مساءً
أشجار التين والتغير المناخي
أشجار التين والتغير المناخي

في وقت تتسارع فيه آثار تغير المناخ وتزداد الحاجة إلى حلول طبيعية ومستدامة، كشفت دراسة جديدة أن بعض أنواع أشجار التين تخزن كربونات الكالسيوم في جذوعها، محوّلةً إياها (جزئيًا) إلى صخور.

وقد وجد فريق من العلماء الكينيين والأمريكيين والنمساويين والسويسريين أن هذه الأشجار قادرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون (CO2 ) من الغلاف الجوي، وتخزينه على شكل صخور كربونات الكالسيوم في التربة المحيطة.

وتُعد هذه الأشجار -التي تنمو في كينيا- من أوائل أشجار الفاكهة التي أثبتت امتلاكها هذه القدرة، والمعروفة باسم مسار كربونات الأكسالات.

أشجار التين مخازن طبيعية للكربون

تستخدم جميع الأشجار عملية التمثيل الضوئي لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى كربون عضوي، والذي يشكل جذوعها وفروعها وجذورها وأوراقها؛ ولهذا السبب يُنظر إلى زراعة الأشجار كوسيلة محتملة للتخفيف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

كما تستخدم بعض الأشجار ثاني أكسيد الكربون أيضاً لتكوين بلورات أكسالات الكالسيوم، وعندما تتحلل أجزاء من الشجرة، تُحوّل بكتيريا أو فطريات متخصصة هذه البلورات إلى كربونات الكالسيوم، وهو نفس معدن الحجر الجيري أو الطباشير، ما يزيد من درجة حموضة التربة المحيطة بالشجرة، ويوفر أيضاً معدلات عالية من العناصر الغذائية.

وعادةً ما يكون عمر الكربون غير العضوي في كربونات الكالسيوم أطول بكثير في التربة من الكربون العضوي، مما يجعله طريقة أكثر فعاليةً لاحتجاز الكربون.

أبحاث علمية تثبت أهمية أشجار التين

ومن جانبه ، قدم الدكتور مايك رولي، المحاضر الأول في جامعة زيورخ (UZH)، البحث في مؤتمر جولدشميت، وهو أبرز مؤتمرات الكيمياء الجيولوجية في العالم، وهو مؤتمر مشترك بين الجمعية الأوروبية للكيمياء الجيولوجية والجمعية الجيوكيميائية الأمريكية في جمهورية التشيك.

وقال رولي: "نعرف عن مسار كربونات الأكسالات منذ فترة، ولكن لم تُدرس إمكانياته في عزل الكربون بشكل كامل. إذا كنا نزرع الأشجار لأغراض الزراعة الحراجية، وقدرتها على تخزين ثاني أكسيد الكربون ككربون عضوي، مع إنتاج الغذاء في الوقت نفسه، فيمكننا اختيار الأشجار التي توفر فائدة إضافية من خلال عزل الكربون غير العضوي أيضاً على شكل كربونات الكالسيوم".

قام فريق من جامعة زيورخ، وجامعة نيروبي التقنية في كينيا، وغابة سادانا، ومختبر لورانس بيركلي الوطني، وجامعة كاليفورنيا، وجامعة نوشاتيل، بدراسة ثلاثة أنواع من أشجار التين المزروعة في مقاطعة سامبورو بكينيا.

ومن بين أنواع أشجار التين الثلاثة التي دُرست، وجد العلماء أن شجرة فيكوس ويكفيلدي كانت الأكثر فعالية في عزل ثاني أكسيد الكربون على شكل كربونات الكالسيوم.

ويخططون الآن لتقييم مدى ملاءمة الشجرة للزراعة الحراجية من خلال تحديد احتياجاتها المائية وإنتاجية ثمارها، وإجراء تحليل أكثر تفصيلاً لكمية ثاني أكسيد الكربون التي يمكن عزلها في ظل ظروف مختلفة.